وقال ابن أبي خيثمة: قلت لمصعب بن عبد الله: ان هؤلاء يقولون: القرآن كلام الله، ويقفون فيقولون، من قال مخلوق ابتدع، ومن قال غير مخلوق ابتدع، ويحتجون بك ويزعمون أنك تقول بهذا القول، وأن مالكاً يقوله؛
فقال: معاذ الله! أما أنا فأقول كلام الله وأسكت، وقلبى يميل الى أنه غير مخلوق، ولكنى أسكت لأنه بلغنى عن مالك أنه يقول: الكلام في الدين كله أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهون القدر ورأى جهم وكل ما أشبهه، ولا أحب الكلام الا فيما تحته عمل، فأما الكلام في الله، فأحب الى السكوت عن هذه الأشياء، لأن أهل بلدنا ينهون عن الكلام الا فيما تحته عمل، ولقد ناظرني اسحاق بن أبى اسرائيل فقال. لا أقول كذا ولا كذا، ولا أقول ذلك على الشك، ولكنى أسكت كما سكت القوم قبلى، فأنشدته قصيدتى التى قلتها في الواقفة، فكتبها عنى وأعجبته، وهي:
أأقعد بعد ما رجفت عظامي … وكان الموت أقرب ما يلينى
أجادل كل معترض خصيم … وأجعل دينه غرضا لديني
وأترك ما علمت لراى غيرى … وليس الرأى كالعلم اليقين
وما أنا والخصومة وهى لبس … تصرف في الشمال وفى اليمين
وكان الحق ليس به خفاء … أغر كفرة الفلق المبين
وهي أطول من هذا.
[ذكر جمل من ملحه]
ذكر ابن الجراح في كتاب الورقة عنه: قال: دخلت على أحمد بن هشام فقال: يا أبا عبد الله، لقد شهرك ابراهيم الموصلي حيث قال: