للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مطرف بن قيس: سمعت منه بمكة، وكان لزمها، وكان عظيم القدر، وله رواية عن مالك، وقال لي محمد بن عبد الحكم: ان لقيته فاحمل عنه.

وقال القاضي وكيع: كان هارون الزهرى من الفقهاء بمذهب أهل المدينة من أصحاب مالك، ومن أهل الأدب الواسع.

قال هو والجيزي: كان في قضائه محمودًا عفيفًا محببا.

[ولايته القضاء وسيرته ومحنته]

قال المصعب الزبيري: ولاه المأمون قضاء المصيصة، ثم صرفه، ثم قضاء الرقة، ثم صرفه، ثم قضاء عسكر المهدى ببغداد، ثم صرفه، ثم قضاء مصر، فلم يزل على قضائها إلى أن صرف آخر أيام المعتصم.

قال الحميدي في قضاة مصر: بقيت مصر بعد ابن المنكدر دون قاض إلى أن ولى المأمون قضاءها هارون بن عبد الله الزهرى.

قال هارون: دعانى المأمون فقال: يا هارون! قد وليتك بلدًا يقولون بقولك: مصر.

قال أبو عمر الكندى في كتابه في قضاة مصر، قدم هارون الزهرى مصر في رمضان سنة سبع عشرة ومائتين من قبل المأمون، وجلس في المسجد الجامع، ولم يبق شيئا من أمور القضاء إلا شاهده بنفسه وحضره مع أهل مصر، وتقصى الأحباس وأموال الأيتام، ووقف على وجوهها بنفسه وحاسب عليها، وضرب رجلا على حال رآه منه في مال يتيم كان ينظر له، وأطافه، وأورد أموال الغيب، ومن لا وارث له، بيت المال، وسجل بجميع ذلك؛