للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عفيف، وكانت له شارة حسنة، وسمت نبيل، وتكلم فيه الحسن بن مفرج، فاستدل على ما ذكره بكثرة تتبعه لمثالب الأئمة في كتابه.

ذكر محنته (١٠٠)

كان أبو عبد الملك هذا منقطعا إلى المؤيد عبد الله بن أمير المومنين الناصر لدين الله، لا يكاد يفارقه، وله ألف تاريخ الفقهاء والقضاة [١]، فلما سعى إلى الناصر بابنه عبد الله وانه يريد [٢] القيام عليه في وقت قد اقترب، وحقق ذلك عنده، أرسل في الليل من قبض على [٣] ولده فألفى عنده تلك الليلة هذا الفقيه بائتا، فشملته المحنة.

وقال الناصر، أنا أعلم أنه الذي زين لهذا العاق ذلك، ليكون قاضي الجماعة. ويأبى الله ذلك.

فسجنه، وعزم على أن يعاقبه يوم عيد الأضحى، الذي قرر عنده أن التدبير كان فيه عليه، فأصبح ابن عبد البر في ذلك اليوم ميتا في السجن، فأسلم إلى أهله، وذلك سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ومات في ذلك اليوم محمد بن عبد الله ابن أبي دليم، فقدما جميعا فصلى [٤] عليهما ابن أبي عيسى، وعاتبه الناصر لصلاته عليه، فاعتذر له أنه لم يعرف ما كان [٥]، وانما صلى على ابن ابى دليم، وضمت اليه جنازة أخرى لا أدريها.


[١] الفقهاء والقضاة: ط م، القضاة والفقهاء، أن أبيه: أ - ط م.
[٢] يريد: ط م. يذيع: أ.
[٣] على: أ م - ط.
[٤] فصلي: ط م، وصلى: أ.
[٥] من كان: أ ط، ما كان: م.