للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن أهل الأندلس]

[أبو زكرياء يحيى بن مزين]

مولى رملة بنت عثمان بن عفان، أصله من طليلطة، وانتقل إلى قرطبة عند ثورة أهل طليطلة، فأقطعه الأمير عبد الرحمان قطائع شريفة، وابتنى له دارا ووصله صلة جزلة.

وقيل بل طالبه أهل طليطلة ونالوا منه، فخرج عنهم بأهله وولده، ثم التفت إلى طليطلة فقال: ما آواك لظالم، وأطردك لمؤمن!

روى عن عيسى بن دينار، ومحمد بن عيسى الأعشى (٢٩٧)، ويحيى بن يحيى، وغازى بن قيس، ونظرائهم.

ورحل إلى المشرق، ولقى مطرف بن عبد الله، وروى عنه الموطأ، ورواه أيضا عن حبيب كاتب مالك.

ودخل العراق، وسمع من القعنبي، وأحمد بن عبد الله بن يونس.

وسمع بمصر من أصبغ بن الفرج وغيره.

وكان حافظا للموطأ فقيها فيه، وله حظ من علم العربية، مشاورا مع العتبى وابن خلاد وطبقتهم.

قال أحمد بن عبد البر: كان شيخا وسيما، ذا وقار وسمت حسن.

روى عنه سعيد بن حميد، وسعيد بن عثمان الأعناقي، ومحمد بن عمر بن لبابة.

قال أحمد بن عبد البر: كان جميع شيوخنا يصفونه بالفضل، والنزاهة والدين، والحفظ، ومعرفة مذاهب أهل المدينة، وكان يحفظ الموطأ وكتبه حفظا، ويتقن ضبطها.

وقال ابن لبابة: أفقه من رأيت في علم مالك وأصحابه يحيى بن مزين، وأما العتبى فأحفظهم لمسألة كتاب، وأما قاسم بن محمد فأقومهم بحجة،


(٢٩٧) ا. ط: الأعشى - ك. م: الأعمشي.