للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عبد الرحمان بن موسى الهوارى، أبو موسى من أهل استجة]

ذكر ابن حارث أنه استقضى على بلده أيام الأمير عبد الرحمان بن الحكم.

قال القاضي أبو الوليد: رحل أول خلافة الإمام عبد الرحمان بن معاوية، فلقى مالك بن أنس، وابن عيينة، ونظراءهما من الأئمة، ولقى الأصمعي وأبا زيد وغيرهما من رواة الغريب، وداخل العرب وتردد في محالها، ومصدر إلى الأندلس من سفره، فعطب ببحر تدمير فذهبت كتبه، فلما قدم أستجة أتاه أهلها يهنونه بقدومه، ويعزونه بذهاب كتبه، فقال لهم: ذهب الخرج وبقى الدرج، يعنى ما في صدره؛

وكان فصيحا ضربا (٤٠٩) من الإعراب، حافظًا للفقه والتفسير والقراءات.

وله كتاب في تفسير القرآن قد رأيت بعضه، رواه عنه محمد بن أحمد العتبى، ومسيب بن سليمان الأستجي، وروى عنه أيضا أصبغ بن خليل.

وهو كان القائم بالقضاء أيام الحكم بن هشام، بعد صعصعة بن سلام ووفاته؛

قال العتبى: وكان أبو موسى إذا قدم قرطبة لا يفتى عيسى، ولا يحيى، ولا سعيد بن حسان، حتى يرحل عنها، توقيرا له؛

وكان يسكن بعض قرى مورور (٤١٠)، ثم انتقل إلى استجة.


(٤٠٩) كذا في نسخ أ، ط، م - وكذلك في الديباج المذهب لابن فرحون ص ١٤٨ - وفي نسخة ك: بياض مكان كلمة "ضربا".
(٤١٠) ط، ك: مورور - أ: فورور - م: تورد.