قال أبو ميسرة: قال واصل: جئت إلى جامع سوسة يوم جمعة، فصليت، وسحنون قريب منى، فأذن المؤذن وقد بقى على شيء من السورة، فأتممتها وقد أخذ الامام فى الخطبة، فلما سلم الامام سأل سحنون عنى، فأخبر بي، فنودي بي، فقال: من أنت؟
قلت: واصل.
قال: واصل الذى يقال!
قلت: أسأل الله بركة ما يقال.
فقال لى: رأيتك تصلى والامام يخطب! أطلبت شيئًا من العلم؟
قلت: لا.
قال: اطلب العلم، أو فلا تسكن فى شيء من هذه الحصون.
فاختلفت إلى عون بن يوسف سبع سنين.
قال المالكي: فتفقه به، وحفظ من العلم ما قمع به الشيطان، ثم تشمر للعبادة وقيام الليل وصيام النهار حتى مات.
وكان أبو عبد الله بن سحنون يعظمه.
وكان واصل يسكن بقصر الطوب من سوسة.
[ذكر عبادته وخوفه وزهده.]
ذكر سعيد بن الحداد (٢٥٢) أن واصلا أقام أربعين سنة لم يدخر شيئًا من الدنيا، وانه ليقيم الايام لا يطعم شيئًا، فإذا أجهد خرج فأكل مباقيل الارض، ثم عاد لمصلاه.
وحكى المالكي أنه خرج ليلة من المسجد، فلما صارت احدى رجليه بخارج المسجد والاخرى داخله، عرضت له فكرة، فرفع رأسه وقال
(٢٥٢) ك، م: الجزار - أ الخراز - ط: الحزاز - ولعل الصواب ما أثبتناه: "سعيد بن الحداد" انظر الجزء الاول من هذا الكتاب ص ٩٧ وص ١٦٠.