للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الوليد بن ميقيل (١)

واسمه محمد بن عبد الله البكري، من أهل مرسية، ولازم مدة قرطبة، وبها تفقه؛ ثم عاد إلى بلده؛ سمع من سهل بن إبراهيم الاستجي، وأبي محمد الأصيلي، وعيسى بن أبي العلاء، وهاشم بن يحيى بن حجاج؛ حدث عنه أبو عبد الله بن المرابط، وأبو عمر بن الحذاء، وأبو بكر عبد الرحمان بن عيسى السماني، وآخر من حدث عنه صاحب المظالم ابن طاهر، كان فقيها أديبا.

قال أبو عمر بن الحداء: ما رأيت أتم منه ورعا، ولا أحسن خلقا وكرما؛ لم يأكل لحمًا منذ وقعت الفتنة، إلا من طير، أو حوت، أو صيد؛ ولا لبس خفا إلا من جلود ميورقة، إذ لم يدخلها النهب؛ وكان أحفظ الناس لمذهب مالك، وأقواهم فيه حجة؛ عالما بصحيح الحديث [١] وسقيمه ورجاله، وباللغة والنحو والشعر والقراءات؛ وكان كثير الضيافة على توسط حاله، ولقد أضاف أقواما نزلوا به أعواما، وكان محسودا ببلده.

وتوفي - فيما قرأته بخط شيخنا (القاضي) [٢] أبي عبد الله التميمي - في شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ومولده سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.


[١] الحديث: ط ن، المذهب: ا، وهو تحريف.
[٢] القاضي: ط ن - ا.