للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل للشبلى: أن أبا يزيد البسطامى ذكرت عنده المواساة، فقال: وددت أن الحق تعالى جعلنى جسرا على ظهر جهنم، لكي يعبر الناس على ظهرى ولا يشقوا،

فقال الشبلي: لكني وددت أن الحق جعلنى ملء جهنم لكيلا يكون لأحد فيها مكان، وأفدى هذا الخلق الضعيف بنفسى.

***

[وفاته واحتضاره]

قال أبو عبد الرحمان السلمى: مات الشبلى في ذى الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

قال غيره: يوم الجمعة لليلتين بقيتا من الشهر.

وقال ابن نافع: سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

قال الخطيب: والأول أصح. وسنه سبع وثمانون سنة، ودفن في مقبرة الخيزران ببغداد. وقبره بها معروف.

قال الخلدى: سألت بكران خادم الشبلي: ما الذي رأيت منه عند موته؟

قال: قال لى: على درهم مظلمة، وتصدقت * على صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم منه، ثم قال: وضئنى للصلاة. ففعلت، فنسيت تخليل لحيته، وقد أمسك لسانه، فقبض على يدى، وأدخلها فى لحيته، ثم مات .

فبكى الخلدى ثم قال: ما تقولون فى رجل لم يفته فى آخر عمره أدب من آداب الشريعة؟

قال خادمه: وجد الشبلى يوم الجمعة آخر ذى الحجة، خفة من وجع كان به، فقال لى: تنشط نمضى للجامع؟

قلت: نعم.