للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ذا حظوة فيه، ومن قلوب الناس محبة بينة كانت له، والله أعلم.

[ذكر علمه وفضله]

قال ابن أبي دليم: كان ابن وضاح إماما ثبتا، وقد ألف ابن مفرح في مناقبه ورجاله كتابا.

قال ابن الفرضى: كان ابن وضاح عالما بالحديث، بصيرا به، متكلما على علله، كثير الحكاية عن العباد، ورعا، فقيرا، زاهدا، متعففا، صابرا على الإسماع، محتسبا في نشر علمه، سمع الناس منه كثيرا، ونفع به أهل الأندلس.

قال أحمد بن سعيد: لم يختلف علينا أحد من شيوخنا أن ابن وضاح كان معلم أهل الأندلس العلم والزهد، وكان أحمد بن خالد لا يقدم عليه أحدا ممن أدرك بالأندلس، ويعظمه جدا، ويصف فضله وعقله وورعه، غير أنه كان ينكر عليه كثرة ردة في كثير من الأحاديث، كان كثيرا ما يقول: ليس هذا من كلام النبي وسلم في شيء، هو ثابت عنه من كلامه، وكان له خطأ محفوظ.

قال: ولم يكن له علم بالفقه، ولا بالعربية.

قال غيره: كان المجاوب عنه أحمد بن خالد.

وقد ذكره ابن أبي دليم والشيرازى، في هذه الطبقة من فقهاء المالكية.

قال الشيرازي: وتفقه بسحنون، وشيوخ المغرب.

وقال وهب بن مسرة: قال لي ابن وضاح: ختمت القرآن في عشرين يوما من شهر رمضان، ستين ختمة، وكان في نفسى أن أختمه أكثر من مائة مرة، فمرضت في العشر الأواخر.

قال ابن عبد البر: كان ابن وضاح حليما، طيب الخلق، صبورا على الجفاء، سمحا بعلمه، لا شغل له غير العبادة ونشر العلم، وكان يختم في