للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن غريب خبره وكراماته، أنه ذكر أنه سئل في مرضه وحضور موته: من يصلى عليه؟ فقال: ابنى فلان. فحملت جنازته وابنه غائب، فلما وضعت، التمسوا من يصلى عليها، فإذا رجل راكب على حمار، مقبلا نحو الجنازة، فنزل وصلى عليها، فإذا هو ابنه.

وقد ذكرت هذه الحكاية أيضا عن إبراهيم بن محمد بن باز، فالله أعلم.

[عبد الملك زونان]

وهو عبد الملك بن الحسن، بن محمد، بن زريق، بن عبيد الله، بن أبي رافع، مولى رسول الله .

من أهل قرطبة، يكنى أبا مروان، وقيل أبا الحسن، ويعرف بزونان بضم الزاي، وبعد الواو نون.

قال الحسن: ويقال: اسم جده زريق، بتقديم الزاي وتأخيرها.

سمع بالأندلس من صعصعة بن سلام.

ورحل فسمع من أشهب، وابن القاسم، وابن وهب، وغيرهم من المدنيين.

وهو أقدم هؤلاء كلهم طبقة، وأولهم في الظهور في العلم والفتيا، أفتى في أيام هشام بن عبد الرحمان، وابنه الحكم، وابنه عبد الرحمان بن الحكم، وطال عمره حتى توفى أخريات أيام عبد الرحمان، مع يحيى بن يحيى.

قال ابن الفرضى: كان يذهب أولا مذهب الأوزاعي، ثم رجع إلى مدهب مالك، وكان الأغلب عليه الفقه، ولم يكن من أهل الحديث.

قال ابن أبي دليم: كان فقيها فاضلا ورعا، أدخل العتبى سماعه في المستخرجة، وزعم الرازى أنه لقى مالكا، ولم يذكر هذا غيره من علماء الرجال والجامعين لرواة مالك من أهل الأندلس وغيرهم، ولا أراه يصح، ولم يرو الفقهاء عنه مسألة.