للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أسد لا يرى في التعريض الحد، ويقول بتحريم النبيذ؛

وسأله رجل عن الحديث عن النبي (لا يكون الرجل مؤمنا حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وأهله وماله والناس أجمعين) وقال له: أخاف أن لا أكون كذلك.

فقال له: أرأيت لو كان النبي بين أظهرنا، فقرب ليقتل، أكنت تفديه بنفسك؟

قال: نعم؛

قال: وبأهلك وولدك ومالك؟

قال: نعم؛

فقال: فلا بأس؛

فقال له الرجل: فرجتها عني فرج الله عنك.

[ولاية أسد للقضاء والإمارة]

ولي زيادة الله أسدًا القضاء شريكًا لأبي محرز الكناني، سنة ثلاث أو أربع ومائتين، فاشتركا في القضاء وكان ما بينهما غير جميل، فكان أسد أغزرهما علما وفقها، وأبو محرز أسدهما رأيا وأكثرهما صوابا، فأقام قاضيًا إلى أن خرج إلى صقلية سنة اثنتي عشرة واليا على جيشها، وكان على علمه وفقهه أحد الشجعان، فخرج أسد في عشرة آلاف رجل، منهم تسعمائة فارس؛

وكان سبب غزوة صقلية أنهم كانوا معه في هدنة، وكان في شرطهم أن من دخل إليهم من المسلمين * وأراد أن يرد، فعليهم رده؛

فرفع إلى زيادة الله أن عندهم أسرى، فجاءه رسل طاغيتها، فجمع زيادة الله العلماء وسألهم عن الأمر؛