للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جعفر بن يحيى أخوهما]

سمع من أبيه، والخشني، وابن وضاح، وكان فقيها مقدما وجيها معدودا في العلماء.

وتوفى سنة إحدى وتسعين.

وكان سبب موته - فيما حكاه ابن حارث - أنه كان بينه وبين الحبيب بن زياد، قبل أن يلى القضاء شحناء، فلما ولى القضاء، أمر القومة، إذا جاء جعفر المقصورة ليصلى بها على عادته، أن يطبق الباب في وجهه، ويمنعه الدخول، ففعل ذلك، فمال جعفر إلى جانب المقصورة من خارج، فصلى بها، وانصرف إلى بيته، وقد عظم الأمر عليه، ومنعه الغداء والنوم، فقال: انه ظهر به يرقان، ومات الثالث.

[محمد بن سعيد الموثق المعروف بابن الملون]

قرطبي، يكنى أبا عبد الله.

قال ابن أبي حليم: كان فقيها بمذهب مالك، حافظا له، ولم تكن له درجة في الرواية، وكان عالما بالوثائق، من أبصر الناس بها، له فيها تأليف حسن مشهور، وولى الشرطة والرد.

قال ابن حارث: كان حسن الفطنة، لطيف الحيلة في أبوابها، ويشنع عليه التدليس فيما يعقده منها، فطلبه سليمان بن أسود القاضي، فخافه وتوارى عنه.

قال ابن الفرضى: وروى عن يحيى بن يحيى وغيره من شيوخ الأندلس.

قال الحميدى: وكان يفتى باستتابة الزنديق، وبذلك أشار بقى بن مخلد على الأمير عبد الله، ووافقه على ذلك ابن الملون، وخالفهما قاسم بن محمد، فأفتى على مذهب مالك ، بقتله، دون استتابة.

وتوفى صدر أيام عبد الله الأمير.