زياد وابن أشرس لأنهما لم يكونا بالقيروان، كانا بتونس، مع مناظرة ابن غانم على بن زياد.
***
وكان البهلول بن راشد يعظم ابن فروخ ويقلده فيما نزل به من أمور الديانة، ويذكر أنه ناظر زفر بن الهذيل في مجلس أبي حنيفة، فازدراه زفر للمغربية، فلم يزل به ابن فروخ حتى قطعه، فقال أبو حنيفة لزفر: لا خفف الله ما بك.
[ذكر زهده وعبادته وورعه وقيامه بالحق]
قال ابن قادم: كان ابن فروخ كثير التهجد بالليل، وكان تهجده آخر الليل؛
وقال أحمد بن يزيد: كان عبد الله بن فروخ إذا أخذ الجند أعطياتهم أغلق حانوته تلك الأيام حتى يذهب ما في أيديهم؛
***
قال ابن قادم: كان الناس يتبركون بصحبة ابن فروخ ويجلسون له على طريقه إذا خرج من داره، ويمشون معه، ويغتنمون منه دعوة وموعظة، حتى يأتى الجامع، فإذا وصل الجامع تشاغل بمسح رجليه خارج المسجد، وقال لمن معه ادخلوا رحمكم الله، فلا يدخل حتى لا يبقى معه أحد؛
***
وحدث الجدلى (١٦٢)، أن روح بن حاتم أرسل إلى ابن فروخ ليوليه القضاء، فلما جاءه قال له: بلغنى أنك ترى الخروج علينا.
(١٦٢) أ، ك: وحدث الأجرابي - ط: وحدث الأجدابي - ولعله "الجدلى" كما أثبتناه، أبو عبد الله الجدلى، بفتح الجيم - انظر التعليق رقم (١٢٨) وانظر الخلاصة للخزرجي ص ٤٥٤.