سمع من يحيى بن عمر وغيره، وكان جيد العقل، يميل إلى النظر حسن الحكاية، قتله اللصوص في داره لأجل ماله، وكان كثيرًا، وكان وحيدًا، فذبح بالليل هو وجاريته، وحمل ماله.
***
[أبو عبد الله محمد بن أبى المنظور عبد الله بن حسان]
ويقال أبو محمد، الأنصاري، من أنفسهم، ويقال مولاهم، وأصله من الأندلس، وبها ولد، من جزيرة طريف.
ورحل فسمع الديري (٨٩٦)، وإسماعيل القاضي، وابن قتيبة، وابنه، والحارث بن أبي أسامة، والكشوري، وعلى بن عبد العزيز، وغيرهم، وكتب في رحلته علمًا كثيرًا.
وأوطن القيروان، وأغلق على نفسه باب إسماع العلم، واشتغل بالتجر، وكانت له في البلد جلالة السن والعلم والصيانة.
ولاه أبو القاسم من بنى عبيد قضاء القيروان عن ملأ من الناس، أرادت الشيعة بتوليته تسكين نفوس أهل السنة والناس، إذ كان منهم بعد فتنة أبي يزيد.
وكان شرط على إسماعيل حين ولاه، ألا يأخذ لهم صلة، ولا يركب لهم دابة، ولا يقبل شهادة من أقاربهم، ولا يركن إليهم، فأجابوه إلى ذلك.
وكان صليبًا في قضائه، سالكًا طريق العدل في أمره.
ورفع إليه أن يهوديًا سب النبي ﷺ فقال: لم أعط السيف.
فأحضره، وعرض عليه الإسلام، فأبى، فأجلسه وأمر بضربه، وقال للضارب: اقصد حذاء قلبه.