للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكى أبو علي بن ذكوان، أن المعيطي كان يختلف إلى أبي محمد الباجي بقرطبة أيام كونه بها، وله منه منزلة؛ فقال له الباجي يومًا: يا مرسي [١]، كأني بك آثرت [٢] فتنة وتقلدت إمارة. إلا أنك قليل المتعة بها، فاستعذ بالله من شرها [٣]؛ فوجم [٤] المعيطي وقال له: من أين يقول الشيخ هذا ويعلم بعدي منه؟ فقال: رأيتك في النوم توقد نارًا، حطبها زرجون، ولم تلبث أن خمدت! فتأولتها ذلك، وكانت وفاته بموضع خموله سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة.

أحمد بن عمر [٥] بن عبد الله بن منظور [٦] الحضرمي (١)

إشبيلي، أبو القاسم، يعرف بابن عصفور [٧] (٢)؛ كان ببلده فقيهًا، مشاورًا، خطيبًا، فاضلا، صالحًا، زاهدًا، عاقلا، من أهل العلم والأدب، يروى عن أبي محمد الباجي ونمطه؛ وكان شاعرًا مطبوعًا، ذكره أبو عبد الله بن الحصار، وحدث عنه.

وقال ابن حيان: توفي الأديب الخطيب الناسك ابن عصفور، صاحب صلاة اشبيلية، وكان ناسكًا، له في الورع والعلم والخطابة قدم [٨]- سنة عشر وأربعمائة ببلده.


[١] مرسي: ط ن، موسى: ا.
[٢] اثرت: ا ط، اثر: ن.
[٣] من شرها: ا ط، منها: ن.
[٤] فوجم: ط ن، فرجع: ا.
[٥] (بن عمر): ا ط - ن.
[٦] منظور: ط ن. عصفور: ا.
[٧] ابن عصفور: ا ن، بن منظور: ط.
[٨] قدم: ا - ط ن.