للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عالما بالمسائل، ولم يكن له علم بالحديث، وكان رجلا مفضلا (١٢٩) وقورا، ذا فضل وورع.

وكان سحنون يؤثر ابنه لاجتماعه معه عند ابن القاسم.

روى عنه بنوه.

واختلف في * وقت وفاته، فقيل: سنة إحدى، وقيل سنة سبع، وثلاثين ومائتين.

وبيته بيت نبيه في العلم بقرطبة، ساد هو وبنوه، وسيأتي ذكرهم ان شاء الله.

[سعيد بن محمد بن بشير]

قد قدمنا في ذكر أبيه نسبه وأوليته.

ولى القضاء بقرطبة بعد والده فيما قيل، وكان رجلا صالحا عاقلا، سمع من يحيى وغيره، وكان يشاوره في بعض المجالس، وكان له على محبة وبر وصحبة.

قال ابن حارث: وكان نبيلا فاضلا، معينا لأبيه على العدل، بصيرته من بصير أبيه في جميل المذهب، واستقامة الطريقة.

وكان سبب ولايته القضاء، أن ربيعا القومس، أودعه وديعة، فلما سخط عليه، وهتف الأمير: "من كان لربيع عنده وديعة ولم يظهرها بعد ثلاث، سفك دمه ونهب ماله" تحير، فأتى يحيى بن يحيى فاستشاره، فاستفظع يحيى الأمر، ثم فكر طويلا فقال له: أرى والله ألا تخفر أمانتك، للحديث الذي جاء: (أد الأمانة إلى البر والفاجر).

وفشى الخبر حتى انتهى إلى الأمير، فدعا سعيدا وقال له: ما حملك على ما فعلت، وقد سمعت النداء والعزيمة؟


(١٢٩) ط: مفضلا - أ: مغفلا - ك، م: معقلا.