للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعبادة، والتواضع، سريع الرجعة، رفيق بالطالب. أخذ الناس عنه من سنة ثلاثين وثلاثمائة إلى سنة ست وخمسين [١]، ثم منع السماع ورعا لما (٢٩٨) دخله من السن. وكان الجبنياني يحبه وثني عليه ويعظمه، وقال الجبنياني للقابسي، أو [٢] ليس عندكم أبو الحسن الدباغ؟ وددت لو ان وسادتى عتبة باب [٣] أبي الحسن الدباغ! [قال القابسي، ما رأيت أكثر حياء من ابى الحسن الدباغ!] [٤] ما يكلمه أحد إلا احمر لونه! ولقد كان أحيى من الأبكار. وقدم رجل من أهل [٥] المشرق، فسمع الناس يقولون: أبو الحسن الدباغ الفقيه، وابو إسحاق السبائي العابد، فقال لهم. بل العابد أبو الحسن والعالم التحرير أبو اسحاق. قال أبو اسحاق، (٢٩٩) كان يخيل إلى أن صاحب الشمال لا يكتب على أبي الحسن لطهارة قلبه، وعفة بطنه. وكان من أهل التحقيق في معاني الولايات.

[ذكر أخباره وفضائله]

كان أبو الحسن قد رزق مالا حلالا، فأقام نفسه فيه مقام الفقراء وأسوتهم [٦].

وكان يصرف في كل شهر أربعة دنانير: اثنين لصداقته واثنين لنفقته.

قال ابن الحلاف [٧]: كان أصابه آخر عمره بلغم منعه القيام على قدميه [٨] فكان يحمل لحاجته أو يزحف. فإذا جاءت الصلاة أخذ بيده فاستوى قائما وصلى أتم


[١] ست وخمسين، أ. تسع وخمسين، ط م.
[٢] أو، أم - ط.
[٣] باب، أ م. دار، ذ ط.
[٤] (قال القابسي … الحسن الدباغ)، أ -ط م.
[٥] أهل، أ م - ط.
[٦] واسوتهم، أ م - ط.
[٧] الحلاف، م. الجلاب، أط.
[٨] قدميه، م، قدومه، أ ط.