وذكر عنه أنه لقيه رجل يومًا طالعًا إلى السجن، وعلى عنقه كساء، وبيده طعام فسأله، فقال: حبس لى صديق اليوم، وأردت تأنيسه بالمبيت عنده.
ولما اشتد مرضه، كان أبو جعفر القمودي إذا سلم من صلاته يمضى وينظر إليه من الباب، ثم يرجع إلى صلاته، فإذا سلم عاد فنظر إليه، فوجده مرة في حال النزع، وقد انقطع كلامه، فقال القمودي: الحمد لله رب العالمين، الآن قد طابت نفسي عليك، خلصت وبقيت أنا موحولًا.
فلما سمعه الأربسي، وهو لا يتكلم، أشار بيده * إلى حلقه، يريد أن نفسه لم تخرج بعد.
ولما مات وقف عليه، وقال: خلصت ورزئت عليك، لا يصل إليك سلطان ولا شيطان، وتركتنا بعدك موحولين في بحر نسبح فيه، لا ندرى نغرق أم ننجو؟
قال الخراط: رأى ثقة في منامه قائلًا يقول: ان أردت أن تنظر إلى أبي بكر الصديق، فانظر إلى أبي جعفر بن السرداني.
وتوفى ﵀ سنة ثلاث وعشرين، وقيل أربع وعشرين وثلاثمائة.
* **
[وأخوه أبو قحطان قائد بن سعدون الأربسي]
قال المالكي عنه: كان رجلًا فاضلًا، من أهل العلم والفضل والورع والعناية والكتب وضبطها، وسمع أكثر كتب يحيى بن عمر، وكتبها، وحبسها بعد موته بسوسة.