للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع من سحنون، وهو من فقهاء أصحابه.

وسمع من أبي الحسن الكوفي جميع ما عنده.

وسمع بالمشرق من العثماني بالمدينة، وحسين بن حسن المروزي، صاحب ابن المبارك، ولقى إسماعيل القاضي.

[ذكر علمه وفضائله والثناء عليه]

قال أبو العرب: كان ثقة، ثبتا، نبيلا، عالما بالحديث والرجال، حسن التفسير، سمع منه الناس.

قال ابن حارث: كان نبيلا فاضلا صحيح اليقين بالله.

قال القاضي يونس، عن أبى العرب: أن أحمد بن معتب كانت له صلاة طويلة بالليل وبكاء، حتى كان يسمع جيرانه بكاءه وصراخه، وكان له نسك وخشوع وحسن خلق، وكان فيه زهد.

وكان سبب وفاته أنه حضر يومًا مسجد السبت بالقيروان، فقرأ قارئ ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (٣٩٠) ويقال بل قرأ: "يطاف عليهم بصحاف من ذهب" (٣٩١) الآية، وقيل بل سمع بيت شعر فيه ذكر النار، فخر صعقًا، وحمل إلى داره، فنازع إلى المغيب لا ينطق بكلمة، وتوفى، وذلك لسبع خلت من ذى القعدة، سنة سبع وسبعين، ويقال ست وسبعين ومائتين.

قال ابن اللباد: وحضرت مشهد الذكر يوم السبت، لسبع خلون من ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائتين، وأحمد بن معتب حاضر، وكان له بكاء ونوح، وكان القراء إذا علموا به تحركوا، فقرأوا، وغيروا وأخذوا في تغيير:

دع الدنيا لمن جهل الصوابا … فقد خسر المحب لها وخابا


(٣٩٠) الآية ١ من سورة التكاثر.
(٣٩١) الآية ٧١ من سورة الزخرف.