في تاريخ علماء الأندلس لابن عفيف، والانتخاب لأبي القاسم بن فرج .. إلى ما تلقاه - كما يقول - من أفواه الرجال، وما التقطه لفرط الاعتناء والاهتبال. (٤)
[قيمته]
لكتاب "المدارك" قيمته التاريخية، والعلمية، والأدبية، فقد عالج قضايا تاريخية، كمحنة المالكية على يد العبيديين، وثورة أبي يزيد الخارجي ضدهم، وتأييد فقهاء المالكية له، واستشهاد كثير منهم في المعركة، إلى غير ذلك مما لم نجده - مفصلا هكذا - في كتاب سواه.
وذكر سير رجالات المالكية بصورة أوسع وأشمل حسبما أومانا إليه حديثنا عن "منهجه".
وعرض لمسائل فقهية اختلف الفقهاء فيها. وقال فيها القول الفصل، أو لمح إلى الوجه الصحيح فيها.
وأورد ما ينيف على مائتي قطعة شعرية من مختلف العصور. بالإضافة إلى ما يتصيده من ملح ونكت أدبية، وتحدث عن قضايا صوفية، وأثبت جملة من كرامات الأولياء، وحكايات الصالحين، وأوغل في ذلك إلى حد الإغراب.
وصحح أخطاء وقع فيها كثير من المؤرخين، وأعطى عدة أمثلة في ذلك ما بين أسمائهم، وأنسابهم، وطبقاتهم، ووفياتهم ..