للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وكان الفرج مع فهمه فارسا شجاعا، يتصرف للسلطان في قود الخيل (١٧٤)، وسد الثغور وقيادتها.

وقد ولاه الأمير الحكم سرقسطة، عند انتقاض طاعة بعض أهلها * من العرب، لمكانه منهم، فألف كلمتهم، وصلحت به أحوالهم.

قال ابن عبد البر: كان فارسا شجاعا، عربيا شريفا، حكما، جزلا، خيرا، فاضلا، ولى أثر ابن بشير، فسلك سبيله، وكان صلب القناة في حكومته يعطى طوابعه في كل أحد من قرابة السلطان ووزرائه، فلا يرد له طابع.

وولى سنة ثمان وتسعين، واستعفى سنة مائتين، فأعفى.

قال ابن أيمن: كان للفرج قدر جليل في الناس، ومكان مكين عند السلطان، وله عقب فاش بشذونه، ذوو نباهة، تردد فيهم قضاء بلدهم.

[يحيى بن معمر بن عمران بن متيس بن عبيد بن أنيف الألهاني]

من العرب الشاميين، من أهل إشبيلية، كان منزله بمقرانة (١٧٥).

قال ابن عبد البر: كنيته أبو بكر.

قال ابن حارث: وكان في وقته فقيه أشبيلية وفارضها، وله رحلة لقى فيها أشهب بن عبد العزيز وأخذ عنه وعن غيره من أهل العلم، وكان ورعا زاهدا فاضلا عفا، مقبلا على عمارة ضيعته.

[باب ولايته القضاء وسيرته وفضله]

قال ابن حارث: استقدمه الأمير عبد الرحمان بن الحكم، ليوليه


(١٧٤) ك، م: في قود الخيل - أ: في قود الجيش.
(١٧٥) أ، ط: بمقرانة - ك، بمغرانة - ولعل الصواب (مقرينة) وهي قرية في نطاق إشبيلية، كما نص على ذلك في كتاب (المغرب من حلي المغرب) في فصل بعنوان: "كتاب النسرينة في حلي مقرينة" - ولم نجد في معجم البلدان لياقوت الحموي "مغرانة" بالغين، وإنما فيه "مقرانة" بالقاف، حصن باليمن، وليست هي المقصودة هنا.