للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر لى أن أبا الحسن القابسي، أو أبا محمد بن أبي زيد - وغالب ظني أنه أبو الحسن - كان يقول في ابن شعبان: أنه لين الفقه، وأما كتبه ففيها غرائب من قول مالك، وأقوال شاذة عن قوم لم يشتهروا بصحبته، ليست مما رواه ثقاة أصحابه، واستقر من مذهبه.

قال أبو حيان: كان الحكم المستنصر، أمير المؤمنين بالأندلس، يوجه كل عام إلى كل واحد "من علماء مصر، سرا، صلة سنية، "ويخص ابن شعبان بضعفها".

قال ابن أبي يزيد المصرى: كان الذي يوجه لكل واحد" (٨٢٣) منهم مائتى مثقال، ويضعفها لأبى إسحاق، وفعل ذلك بعده صاحب القيروان، فردها ابن شعبان "وأساء القول فيه، ولم يقبلها إلا حمزة الكناني المحدث، فأنكر ذلك عليه ابن شعبان (٨٢٤) فاعتذر له، فأعرض عنه ابن شعبان، ولم يوافقه على قبوله إياها.

وألف كتابه الزاهي الشعباني المشهور في الفقه (٨٢٥)، وكتابه في أحكام القرآن، وكتاب مختصر ما ليس في المختصر، وكتاب مناقب مالك، وكتاب شيوخ مالك، وكتاب الرواة عن مالك، وكتاب جماع النسوان، وكتاب مواعظ ذى النون الأخميمى، وكتاب النوادر، وكتاب الأشراط، وكتاب المناسك وكتاب السنن قبل الوضوء.

قال الفرغاني: وتوفى ابن شعبان يوم السبت، لأربع عشرة بقيت من جمادى الأولى، سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، ودفن يوم الأحد، وقد جاوز سنه ثمانين سنة، وصلى عليه أبو على الصيرفي وخلق عظيم.

* * *

[أبو على الحسين بن أيوب بن سليمان المعروف بالصيرفي]

قال الفرغانى: كان من وجوه المالكيين بمصر، مقدما فيهم، مع


(٨٢٣) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.
(٨٢٤) ما بين قوسين ساقط نسخة من م.
(٨٢٥) م ط: المشهور في الفقه. ا: المنسوب إليه.