للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشرح الله صدره لذلك، وأيده بمعونته، فكان منه فى ذلك ما هو مشهور معروف.

وذكر بعض أصحاب أبى الحسن أنه كان حضر معه مجلسا حفيلا فى جماعة من المبتدعة، فقام فيه لله مقاما حسنا، وكسر حجتهم، فلما خرج قلت له: جزاك الله خيرا.

قال: وما ذاك؟

قلت: لمقامك هذا لله تعالى ونصر دينه.

فقال: يا أخى! انا ابتلينا بأمراء سوء، أظهروا بدع المخالفين ونصروها، فوجب علينا القيام لله والذب عن دينه حسب الطاقة، فمسألة واحدة من معرفة ربك، وما تطيعه به وتتقرب اليه به، أجدى عليك من هذا.

وتوفى أبو الحسن الأشعرى ، فيما قرأته في احد أصول الشيخ أبى العباس الدانى - وأراه بخطه أو بخط أبى عبد الله الحميدى - سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

***

أبو بكر الشبلى (٦٩)

شيخ الصوفية، وامام أهل علم الباطن، وذو الأنباء البديعة، والآثار الغريبة، وأحد المتصرفين في علوم الشريعة.

اختلف فى اسمه فقيل: دلف بن جحدر، ويقال: ابن جعفر، ويقال: اسمه جعفر ابن يونس (٧٠).

حكى ذلك كله أبو عبد الرحمان السلمى فى طبقاته، وقال: كذا وجدت على قبره ببغداد مكتوبا،* يعنى القول الآخر.


(٦٩) ترجمته ومراجعها فى وفيات الاعيان ٢: ٢٧٣ - ٢٧٦ تحقيق د. احسان عباس.
(٧٠) أط: ويقال اسمه جعفر بن يونس - م: ويقال اسمه جعفر بن يوسف.