للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وآبا وقد طال انتظاري علاج … فأكملت ما قد كان غير مكمل

وهذا أبو بكر فأعدل شاهد … يقول مقالي لا محالة فاعدل

ورفقا بخل غير جلد لعاتب … على أنه جلد لدى كل معضل

وهي أكبر من هذا.

[بقية أخباره]

حدث أبو القاسم أحمد بن يوسف معلم الخليفة هشام قال: لما انصرفت من الحج، صيرني ولي العهد الحكم لمقابلة كتبه وأجرى لي لذلك رزقا فأتاني ابن السليم - وهو يومئذ معتزل عن السلطان، على غاية من التقشف، فقعد [١] عندي، وأقبل يعذلني ويقول لي، يا أبا القاسم بعد طلب العلم، وتقييد الحديث، والرحلة فيه ركبت إلى هؤلاء القوم، واستهوتك دنياهم! فقلت: وما الذي وليت لهم؟ انما هي كتب علم لمثلها كان سعيي، أصححها لهم بأجرة. فقال لي: لا تقل هذا، فقد اعتقلتك حبالهم فلن تفلتها، ومن هذا يرقونك إلى غيره، ولا يمكنك خلافهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون - على عظيم المصاب بك! ثم مد يده إلى كمه فأخرج منه حجرين [٢]، وقال لي: خذهما فاضرب بهما صدرك، ونح على نفسك، سلام عليك. فخرج عني وتركني أبكي على نفسي، فما مضت علي إلا أيام، حتى صار إلى منزلتي، ثم ارتقى منها إلى الشورى، ثم إلى المظالم، ثم إلى قضاء الجماعة، فانتهى الغاية، فأردت، مقارضته فأمرت جارا لى من الصخارين يحمل إليه [٣] حجرين ضخمين، وبعثت معه غلاما لى بعد صلاة العتمة حتى أنزلهما بباب القاضي ابن السليم وأسندهما إلى مصراعه، فلما قام القاضي لصلاة الفجر، وفتح بابه سحرا


[١] فقعد، ط. يقعد، أ م.
[٢] حجرين: أ م حجرتين، ط. فاضرب، أ. واضرب، ط م.
[٣] إليه: أ ط م.