للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر تسننه ومجانبته أهل الأهواء وموالاته ومعاداته في الله]

خرج بهلول يومًا على أصحابه، وقد غطى خنصره بيده، وكان أهله قد سألوه حاجة، فربط في خنصره خيطًا ليذكرها، ثم قال: خفت أن أكون ابتدعت فغطى أصبعه لئلا يراه أحد فيقتدى به، ثم وجه بعض أصحابه، وأسر إليه الأمر، يسأل له ابن فروخ صاحبه عن ذلك، فجاءه، فأخبره عنه أن عبد الله بن عمر كان يفعل ذلك، فنحى بهلول كفه عن خنصره، وقال: الحمد لله الذي لم يجعلنى ممن ابتدع بدعة في الإسلام.

* * *

قال ابن الحداد: قال لي أبو سنان: ربما سمعت بهلولا من داركم وهو يهدر ويقول: السنة السنة، ويلح بها.

* * *

قال سحنون: أتيت يومًا إلى البهلول فوافانى رجل من أهل الأهواء على بابه، فسألنى عن الشيخ، فلم أرد عليه جوابًا، والشيخ يسمع، فلما دخلت سلمت عليه، فلم يرد على وأعرض عنى، فلما خرج الناس جثوت بين يديه، وقلت له: ما قصتى؟

فقال: سلم عليك رجل من أهل الأهواء وسألك عنى؛

فقلت له: والله ما رددت عليه جوابًا.

فقال: مرحبًا وأهلا، وسلم على، ثم قال لي: بهذا يعرف الحق من الباطل.

* * *