للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتجيلي - ذو النوادر العجيبة - يسميه بالقصير كله، واستهواه حب الدنيا، فارتكس في الفتنة مع المهدي بن عبد الجبار، وكان أحد دعاته، فاستوزره عند ظهوره، وقلده المظالم، فأخلد إلى الأرض، وقد أودع هشاما المخلوع مدته.

وكان محمد بن أبي عامر يتفرس فيه ويقول له: لن تموت إلا على فتنة.

ولما انقرضت دولة المهدي، لجأ إلى الاستخفاء - والطلب عليه شديد - إلى أن وجد في بعض المقابر مسجى [١]، قد أخرج من موضع استخفائه ميتًا فوق نعش، على صدره رقعة فيها خبره؛ ورفع [٢] أمره إلى السلطان، فأمر بمعاناته ودفنه، وذلك في آخر سنة إحدى وأربعمائة.

عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله الزجالي (١)

أبو بكر، من بيت نبيه بقرطبة، في أصحاب السلطان؛ كان خيرًا، فاضلا حليمًا، طاهرًا، عالمًا، دينًا، كثير الخير والمعروف، طويل الصلاة، يقال إن قدميه تفطرتا صديدًا من طول قيامه.


[١] مسجى: ط ن، مستخفى: ن.
[٢] ورفع: ا، فرفع: ط ن.