كبير أهل مدينة الرملة، وفقيهها، وكان مطاعا في بلده مسموعا، منه، متبع الرأى، وكان فقيها زاهدا، مالكى المذهب، ذا يسار وظهور، وكان شديدا على بنى عبيد حين ملكوا مصر والشام، ذا ما لهم، منفرا للعامة عنهم، قاليا لهم.
قال ابن سعدون: وكان شيخا صالحا:
قال أبو إسحاق الرقيق في تاريخه: هو رجل معروف بالعلم، وكان يفتى في المحافل باستحلال دم من أتى من المغرب، ويستنفر الناس لقتالهم، يزيد بنى عبيد.
قال: وكان أغلظ عليهم من القرامطة.
قال القاضي ﵁: وإنما سلك في هذا مسلك شيوخ القيروان، في خروجهم عليهم مع أبى يزيد، أبي يزيد، لاعتقادهم كفر بنى عبيد قطعا، وقالوا لأبى يزيد: أنت رجل من أهل القبلة، نقاتل بك من كفر بالله ورسوله.
***
[ذكر محنته]
مما ذكره * الرقيق، وابن أبي يزيد، وابن سعدون: كان ﵀ لما قام الأعصم القرامطى، ونهض إلى الشام، واسمه الحسن بن أبى منصور، وأتى من موضعه بالأحساء، فحل بالرملة بجيوشه، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وفر أمامه أميرها، لم يسع أبا بكر هذا إلا مداراته على بلده، لئلا يستبيحه، فأدخله الرملة، ولم يخالفه أهل البلد، ووقوا كثيرا من شره.
ثم زحف الأعصم إلى مصر، وحاصر القاهرة، وبها العبيدى صاحب القيروان، الملقب بالمعز، إثر وصوله إليها وغلامه جوهر