للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن شبرين، وسمع (منه) [١] من شيوخنا سواه - أبوا علي الحافظان، والقاضي أبو القاسم المعافري من أهل بلدنا، والفقيه أبو محمد بن أبي جعفر، وأبو محمد سفيان بن العاص، وغير واحد؛ وكان أكثر تردد أبي الوليد بشرق الاندلس ما بين سرقسطة وبلنسية ومرسية ودانية، ولم يكن بالاندلس قط أتقن منه للمذهب، وبلغني أن أبا محمد بن حزم الظاهري - على بعد ما بينهما - كان يقول: لم يكن للمالكية بعد عبد الوهاب مثل أبي الوليد.

مكانته من العلم [٢] وثناء الجلة عليه

كان أبو الوليد فقيهًا، نظارًا، محققًا، راوية، محدثًا، يفهم صنعة الحديث ورجاله، متكلمًا، أصوليًا، فصيحًا.

شاعرًا، مطبوعًا، حسن التأليف، معين المعارف؛ له في هذه الانواع تصانيف مشهورة جليلة، ولكن أبلغ [٣] ما كان فيها في الفقه [٤] واتقانه على طريق النظار من البغداديين وحذاق القرويين، والقيام بالمعنى والتأويل؛ وكان وقورًا، بهيًا [٥]، مهيبًا، جيد القريحة، حسن الشارة [٦]؛ والذي ذكره الأمير أبو نصر بن الماكولا في


[١] منه: ط ن - ا.
[٢] مكانته من العلم: ا، ذكر مكانه: ط ن.
[٣] ابلغ: ا ط، اصنع: ن.
[٤] في الفقه: ا ط، بالفقه: ن.
[٥] بهيا: ا ط، سمتا: ن.
[٦] الشارة: ط ن، الاشارة: ا.