للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن هلال: كان الوقار بمصر يقص، فيجتمع إليه الناس، وكان لا يقعد إلى المزنى إلا النفر اليسير، فقلت في ذلك للوقار - أو قيل له - فقال: إن كل من ترى حولى لو خطرت به دبة أو قردة افترقوا عنى، ولو سقط المسجد على أصحاب المزني لوجدوا حوله.

وسمع منه بمصر والقيروان، وكأنه كانت فيه غفلة.

قال سهل القيروانى: لما أراد عبد العزيز بن يحيى المدني الخروج عنا، استعنا عليه أن يصبر علينا حتى يستوعب الناس سماعهم منه، فصبر، فقال لنا الوقار: إنى أريد الخروج، فإن استعنتم على كما استعنتم على عبد العزيز جلست، أو كما قال.

قال أبو إسحاق الشيرازى: كان الوقار يغلو في مالك ويتعصب له على أبي حنيفة، ويقول: ما مثله ومثل أبي حنيفة إلا كما قال جرير:

يعد الناسبون إلى معد … بيوت المجد أربعة كبارا

يعدون الرباب وآل سع … وعمرا ثم حنظلة الخيارا

ويذهب بيننا المرى لغوا … كما ألغيت في الدية الحوارا *

وعده أبو إسحاق الشيرازى في صغار الآخذين عن مالك، ولم يذكر ذلك أحد، ولا أراه يصح.

وتوفى سنة أربع وخمسين ومائتين بمصر، هذا المعروف، والذي قاله الكندى وابن أبي دليم وغيرهم، وقيل سنة ثلاث وستين.

وقال الأمير أبو نصر: قتلته البحة بالحرس، سنة سبع ومائتين، وسيأتي ذكر ابنه أبي بكر بعد هذا.

[أبو جعفر أحمد بن صالح]

يعرف بابن الطبرى، كان أبوه من أصحاب ابن الأشعث من عجم الجند، من أهل طبرستان.

سمع ابن وهب، وعنبسة بن خالد.