وذكر الطالبي، أن ابن القاسم لما رجع الى مصر، اجتمع حوله الناس في المسجد، فسأل عن ذلك الليث، فقيل له: هذا ابن القاسم، فقال: يأبى الله ذلك والمسلمون.
فرأى في المنام تلك الليلة هاتفا ينكر عليه ذلك، فاستيقظ وهو يقول: بل لا يأبى الله ذلك ولا المسلمون، ثم أتى الجامع فحدث الناس حوله برؤياه:
ولابن القاسم سماع من مالك عشرون كتابا وكتاب المسائل في بيوع الآجال.
[ذكر فضله وعبادته وزهده وورعه وكراماته وشي من خبره]
قال ابنه موسى: قال لنا أبى -وأمرنا بالصلاة والخير-: كنت وأنا ابن ثمان عشرة سنة، أختم فى كل يوم -أحسبه قال وليلة- القرآن.
قال الحارث بن مسكين: سمعت ابن القاسم يقول: اللهم امنع الدنيا منى وامنعني منها، بما منعت به صالحى عبادك، فكان في الورع والزهد شئًا عجيًا.
***
قال غيره: ذكر أنه شهد عند بعض قضاة مصر، فلم يعرفه، فطلب من يعد له لخموله وانقباضه، فخرج وهو يقول: ﴿بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ حتى عرف به، فلما عرف به حكم بشهادته ويمين الطالب، وكان عراقيًا لا يرى ذلك، ولكنه فعل لفضل ابن القاسم.