للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقال: أنه أخرجه وضربه في جمعة بالسياط مائة سوط. (وقيل أكثر من ذلك) (٨٥) حتى أسال دمه على كعبه، فمر في طريقه على صباغ، نصب عليه قصرية مصارة (٨٦)، وقال: اقتلوا الزنديق، ورد إلى السجن فمات فيه.

وقيل: كان سبب ضربه، أنه شهد عليه بقبض وديعة، فأنكرها، فضربه ثمانية عشر سوطا، مجردا، في السماط. يضربه سبعة بعد سبعة، وهو متماد.

وقيل: إنها وجدت بخطه، فأنكره، وشهد على خطه، فحبسه أياما، وضربه عشرة أسواط، وكان يخرجه في كل جمعة، فيضربه عشرة كل جمعة إلى أن مرض.

وقيل: بل فعل ذلك به لما كان عليه من البدعة.

وكانت أسماء، بنت أسد بن الفرات، زوج ابن أبي الجواد، قالت السحنون: أنا أهبه هذا المال يقضيه عن نفسه.

فلم يقبل ذلك سحنون، وقال لها: حتى يقول: أؤدى ما لزمني.

وقيل: فعل ذلك به لأن مالكا لا يلزم قبول الهبة، ولو قالت: "أنا أقضى عنه ما طلب منه" لما رد ذلك سحنون، والله أعلم.

وقيل: بل قالت له: أفدى به زوجى. فقال لها: إن أقر أن ذلك هو المال أو بدل منه، أطلقته. فامتنع، وأبى سحنون من قبول المال إلا بإقراره.

* ذكر أخباره مع الملوك وثبوته في الحق

قال أبو العرب: كان لا يهب سلطانا في حق يقيمه عليه، ولما أكثر من رد الظلامات من رجال ابن الأغلب، وأبى أن يقبل منهم الوكلاء على الخصومة إلا بأنفسهم، وجه إليه الأمير - وقد شكوه إليه بأنه يغلظ


(٨٥) قوله "وقيل أكثر من ذلك" ساقط من نسختي أ، ط.
(٨٦) أ، ك: مصارة - ط: قصارة - م: مغارة - ويقال: "مصر الثوب، أي صبغه بالمصر، بكسر الميم، وهو تراب أحمر - والمغرة بسكون الغين أو فتحها طين أحمر يصبغ.