للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أنجب أبو بكر الأبهري، كما أنه لا قرين لهما في المذهب بقطر من الأقطار، إلا سحنون بن سعيد في طبقته [١]، بل هو أكثر الجميع أصحابا، وأفضلهم اتباعا. وأنجبهم طلابا ثم أبو محمد بن أبي زيد في هذه الطبقة أيضا - غفر الله لجميعهم، ونفع [٢] بعلمهم، لكن أصحاب أبي بكر الأبهري في العراقيين تتابعوا بعد موته، فلم تطل أعمارهم بعد.

ولأبي بكر من التواليف سوى شرحى المختصرين، كتاب الرد على المزني، وكتاب الأصول، وكتاب إجماع أهل المدينة ومسألة إثبات حكم القافة، وكتاب فضل المدينة على مكة، ومسألة الجواب [٣] والدلائل والعلل.

ومن حديثه كتاب العوالى، وكتاب، الأمالى، وكان شرح [٤] المختصر الصغير سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وشرح الكبير سنة [خمس وأربعين] [٥] وفيهما نحو عشرين ألف مسألة، [وعلق عنه خمسة عشر ألف مسألة] [٦].

بقية أخباره -

قال أبو بكر الخطيب: سئل الأبهري أن يلي القضاء ببغداد، فامتنع، فاستشير فيمن يصلح لذلك، فأشار بأبي بكر الرازى، وكان حال الرازي يزيد على حال الرهبان في العبادة، وكان حنفي المذهب فامتنع وأشار بالأبهرى، فلما لم يجب واحد منهما إلى القضاء، ولى غيرهما، وبعد موت الأبهرى وكبار أصحابه وتلاحقهم [٧] به وخروج القضاء عنهم إلى غيرهم من مذهب الشافعي وأبي حنيفة،


[١] في طبقته، ط م، وطبقته، أ.
[٢] ونفع: أ. ونفعهم: ط م.
[٣] الحداد، أ ط، الجداد. م. ولعل الصواب ما أثبته، والتصويب من الديباج.
[٤] وكان شرح، ط م، وشرح: أ.
[٥] خمس وأربعين: أط. أربعين - بإسقاط (خمس): م.
[٦] وعلق عنه … مسألة، أ ط - م. خمسة عشر ألف: أ. عشرة آلاف، ط.
[٧] وتلاحقهم به، أط. لتلاحقهم: م.