قال ابن الحداد: وأتى أبو محرز العراقي الفقيه إلى البهلول يعوده، فقيل ذلك للبهلول، فقال: قولوا له: إن كنت على رأيك فلا تقربنا.
وقال سحنون: ما اقتديت في ترك السلام على أهل الأهواء إلا بالبهلول.
* * *
قال بعضهم: دفع بهلول إلى بعض أصحابه دينارين ليشترى له بهما زيتًا يستعذبه، له، فذكر للرجل أن عند نصراني زيتًا أعذب ما يوجد، فانطلق إليه الرجل بالدينارين، فأخبر النصراني أنه يريد زيتًا عذبًا للبهلول؛
فقال النصراني: نحن نتقرب إلى الله بالبهلول كما تتقربون أنتم به إليه، وأعطاه بالدينارين من ذلك الزيت، ما يعطى بأربعة دنانير من دني الزيت، ثم أقبل إلى بهلول فأخبره الخبر، فقال له بهلول، قضيت حاجة فاقض لي أخرى، رد على الدينارين؛
فقال: ولم؟
قال ذكرت قول الله تعالى:(﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ (١٥٣)، الآية، فخشيت أن آكل زيت النصراني، فأجد له في قلبي مودة، فأكون ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير.
[ذكر محنته ووفاته]
قال القاضي رحمه الله تعالى: امتحن البهلول على يد العكي أمير القيروان، وقيل له: أنه يقع في سلطانك، وضعف عنده أمره، فأمر به، فتحاشد الناس معه، فزاده ذلك حنقًا عليه، وأخرج إليهم الأجناد ففضوهم،