فيقول: علمت أنكم تعزوننى على الغفلة، وتقولون: أجبره الله، يعني تعزيته على العادة، فقدمت ذكر الله تعالى بالغفلة بلحيتى.
***
[نكت من إشاراته وغرائب من استشهاداته وتمثلاته]
كان الشبلى يقول: أعمى الله بصرا يراني ولا يرى في آثار القدرة، فأنا أحد آثار القدرة، وأحد شواهد العزة، ولقد ذللت حتى عز في ذلتى كل ذل، وعززت حتى ما تعزز أحد إلا بي، وبمن به تعززت.
وقال: طلبت العلوم إلى أن طلعت الشمس، فقلت: أريد فقه فقالوا: لسنا نعرف ما تقول.
وكان يقول: يا دليل المتحيرين، زدنى تحيرا في عظمتك وجلالك
وجاء رجل إلى الشبلى، فقال: كم تهلك نفسك بهذه الدعاوى، ولا تدعها؟
فأنشد متمثلا:
إنى وإن كنت قد أسأت له اليـ … ـوم لراج للعطف منه غدا
أستدفع الوقت بالرجاء وإن … لم أر منكم ما أرتجى أبدا
أعز نفسى بكم وأخدعها … نفسي ترى الغى فيكم رشدا
وسأله سائل: هل يتحقق العارف بما يبدو له؟
فقال: هل يتحقق بما لا يثبت له؟ وكيف يطبق إلى ما لا يظهر؟ وكيف يأنس بما لا يخفى؟ هو الظاهر والباطن وأنشد:
فمن كان في طول الهوى ذاق سلوة … فإني من ليلى لها غير ذائق