للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقر [١] من غرائب فتاويه ونزعاته -.

كان أبو عمر لقوة حفظه، وكثرة دربته، لا يمطل بالفتاوي، ولا يطيل حبسها عند نفسه، بل يجيب لوقته أو يومه.

ومن نوادر ما أفتى به أبو عمر، فتواه في امرأة حرة بقرطبة، لها ابنة مملوكة صبية، باعها مولاها من رجل يخرجها عن قرطبة، فشكت أمها ذلك؛ فمنعه من إخراجها، وبيعها على مشتريها؛ وخالفه في ذلك القاضي ابن زرب، وغيره من الفقهاء، فأخذ فيها ابن أبي عامر بقول أبي عمر.

ومنها مسألة وقعت ببلدنا سبتة - وهي إذ ذاك من عمل صاحب الأندلس، وذلك أن الفقيه يحيى بن تمام من أهلها، اشترى حصة من حمام [٢] فيه شريك، وأشهد البائع لابن تمام في الظاهر أنه تصدق به عليه، ليقطع شفعة الشريك، فقام الشريك بشفعته، فأفتى الفقهاء بها إذ ذاك كلهم بقطع الشفعة، إذ لا شفعة في الصدقة؛ فقال الشفيع للقاضي: لا أرضى إلا بفتوى فقهاء الحضرة بقرطبة، فوقع إليهم السؤال على وجهه، وبدئ


[١] فقر: ن. فيومن: أ - ط.
[٢] من حمام: أ ط في حمام: ن.