للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: بل * كان يكاتبه بذاك رجل من أهل المشرق.

ويقال: بل كان يجرى الله ذلك على لسانه.

قال بعض أصحابه: فبينا نحن نسمع عليه، اذ أتته بنية، فضمها إلى صدره، وبكى، وقال: كأنى بالجلاوزة (٣٨٦) يعرونها في طلب التقسيط!

وفى المجلس يومئذ سهلون، ومحمد بن عباس الكاتب.

قال بعضهم ممن حضر: فانى يومًا خارج بعد هذا من ديوان سهلون، وعنده ابن عباس، وهما يخدمان عبيد الله لعنه الله، إذا بامرأة طويلة على بابه تعرى من كسائها، وإذا هي تلك.

فرجعت إلى سهلون وابن عباس فأخبرتهما الخبر، فذكراه.

فقلت لهما: ها هي ببابك تعرى.

فخرج سهلون حافيا، وتبعها، ودخل على عبيد الله، فكتب لها سجلًا، وأن تصرف إلى موضعها، ويعرض عليها العطاء.

فامتنعت منه فردت إلى موضعها.

قال بعض أصحابه: خرج عيسى يومًا إلى المنستير، فمر بحمة، موضع المهدية اليوم، فبكى وقال: تبنى ها هنا مدينة يكون على بانيها إثم الجن والانس، ثم سل سيفه ولوح، وقال: اللهم اشهد، إني إن أدركته أجاهده.

ويحكى عنه أنه كان يجتمع مع الخضر .

وحكى عنه عبد الله العارى، أنه قال: اجتمعت مع الخضر مرتين، ودخل على فى بيتى، فقال لى: أبشر بفرجك مما أنت فيه.

[ذكر رحلته وابتداء طلبه]

قال عيسى: كان أبي يختلف إلى كل من قدر عليه، ممن يعرف بصلاح، فيستجلب لى دعاءهم، وكان ابتداء طلبى سنة أربع وعشرين ومائتين.


(٣٨٦) الجلواز بكسر الجيم - الشرطي الذي يخف في الذهاب والمجيء، ج جلاوزة.