للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو عبد الله بن داود، وذكر لنا أن شيخه أبا عبد الله الذكي [١]، كان يثنى عليه كثيرا ويقول: ما اجتمع لأحد من أهل أفريقية من المعرفة، مثل [٢] ما اجتمع لأبي إسحاق، أو كما قال؛ أراه سكن إطرابلس، وأصله من قفصة، وبها كان مدة.

[أبو بكر محمد بن أبي القاسم اللبيدي]

كان من أهل العلم والأدب، والفهم الحسن؛ وجلس [٣] بأمر السلطان بالقيروان مجلس أبيه بعد موته سنة أربعين قبل الفتنة - بعد أن استدعاه إليه في جماعة من أهل العلم، فنوه به، وشرفه، وخلع عليه خلعة تليق بأهل العلم؛ وكان معظما في الناس بنفسه وأبيه [٤]، ومكانته عند السلطان؛ وكان حسن المعاشرة، طلق الوجه، مبادرا لقضاء حوائج الناس، مكارما لهم؛ يجيد قرض الشعر، جميل الصورة، واسع الحال؛ كانت له مشية حسنة، وملبس نظيف، وتوقر مفرط؛ وكان النساء يتصدين لرؤيته لجماله، وحسن شارته [٥]؛ وتمادت الرئاسة بالعلم والقضاء في بيته - إلى وقتنا هذا.


[١] الذكي: ا ط: الذي: ن.
[٢] مثل: ا - ط ن.
[٣] وجلس: ا ط، جلس: ن.
[٤] بنفسه وأبيه: ا ط، بيته وأبوته: ن.
[٥] شارتة: ط ن. صورته: ا.