للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ولايته القضاء وبقية أخباره]

كان أبو الحسين يخلف أباه في قضائه وهو صغير السن، ثم ولى قضاء مدينة المنصور سنة عشرين وثلاثمائة، فلما توفى أبوه في رمضان من هذه السنة، قلد أبو الحسين جميع ما كان يتقلده أبوه من أعمال القضاء، إلا قضاء القضاة، وخلع عليه. فلما كان في صفر سنة خمس وعشرين، ولى قضاء القضاء.

ثم قلد في سنة ست وعشرين الخطابة فى مجلس الخلفاء، وذلك أنهم حضروا بين يدى الخليفة الراضى عقد مصاهرة بين بعض كبار أصحابه، فقام بعض الحاضرين يخطب، فمنعه أبو الحسين "وطالب بما عقد القضاة قبله، فقلد ذلك، فخطب أحسن خطبة.

وفى أيام أبى الحسين" (٨٠٦) قتل ابن أبى العراقيدى (٨٠٧) وكان يذهب مذهب الحلاج، ويقول بالحلول والتألة، (٨٠٨) فشهد على قوله، وأفتى أبو الحسين بقتله.

وفى أيام أبيه أبي عمر، قتل الحسين بن منصور الحلاج، بفتواه "وفتوى أبى الفرج المالكي، ومن وافقهما من المالكية، وكان أبو العباس بن شريح أفتى بقبول" (٨٠٩) توبته على مذهبه، فأخذ بفتوى من قال بقتله، بعد أن ضرب ألف سوط، وقطعت أطرافه، وضرب بها وجهه، ثم طرح من أعلى الركنة إلى الأرض وأحرق "بالنار.

وذكر بعضهم أن أبا الحسين بن ورقاء خرج مرة من بغداد، ولم يودع القاضى أبا عمر ولا" (٨١٠) ابنه أبا الحسين، فلما عاد قصده الناس إلا هما، فكتب إليهما:

أأستجفى أبا عمر وأشكو … أم استجفى فتاه أبا الحسين

فما زارا ولا بعثا رسولا … ولا كانا لحقى قاضيين

بأى قضية وبأى حكم … ألحافى قطيعة واصلين


(٨٠٦) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.
(٨٠٧) أط: العراقيدي - م: القراميدي.
(٨٠٨) ط: بالحلول والتأله - أ: بالحلول وأمثاله - م: بالحلول والناس.
(٨٠٩) ما بين قوسين ساقط من م.
(٨١٠) ما بين قوسين ساقط من م.