للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم]

أبو عثمان الأنصارى المصرى (٣٥٨)، سمع من مالك الموطأ وغير شيء، وصحبه، وغلب عليه علم الحديث وعلم الخبر، وكان علامة بأخبار الناس، وله تاريخ، وسمع الليث بن سعد، وابن لهيعة، ويعقوب بن إبراهيم، وابن وهب، وكان أحد مشايخ مصر في وقته.

قال يحيى بن معين: هو ثقة، وقال أبو حاتم: هو صدوق وليس بالثبت، كان يقرأ في كتب الناس.

روى عنه البخارى، ومسلم، ومحمد بن إسحاق، والصاغاني، وخرج عنه البخاري ومسلم؛

ولما ورد المأمون مصر، وحضر عنده العلماء، كان فيهم سعيد بن عفير، فقال له المأمون: هذه مصر التي قال الله فيها ما قال؟ وأقبل يحقرها؛

فقال له ابن عفير: يا أمير المؤمنين: هذه مصر وقد دمرها الله، فما ظنك بها قبل التدمير؟ قال الله تعالى: ﴿وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾ (٣٥٩).

فقال المأمون: من المتكلم؟

فقيل له: سعيد بن عفير صاحب مالك.


(٣٥٨) انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبي، المجلد الأول، ص ٤٢٧ - وانظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازى الجزء الثاني القسم الأول ص ٥٦.
(٣٥٩) الآية ١٣٧ من سورة الأعراف.