للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بن عبد الله بن سعيد يعرف بابن العطار (١٤٥)

ويقال له صاحب الوردة، يكنى أبا عمر.

حدث عن ابن وضاح واختص به، وحدث عن غيره.

قال ابن مصلح: كان من الفصحاء البلغاء وهو كان القارئ على ابن وضاح، والخشني. قال ابن عفيف: كان من أهل العلم والعناية به والتقييد فقيها، حافظا للمسائل، بصيرا بالوثائق، ذكيا، فطنا، حسن الأخلاق.

وكان موصوفا بكثرة الأكل والنهم [١]، له في ذلك نوادر مغربة، منها أنه أتى يوما ضيعة له، فوجد وكيله بها في حصاده - وزوجه في الدار قد [٢] أعدت لغذاء الخدمة ما يقوم بهم: من خبز فطير، وجفنة بشراز اللبن، وبصل كثير، فتركت الفقيه وسارت بقلة تسقي [٣] فيها ماء، فشره الفقيه لأكل ما حضره، وانبسط إليه حتى استوفاه عن آخره وخجل من رجوعها ومشاهدتها اقفار بيتها، فركب لحينه، فلقيها بقلتها فاستقاها وشرب القلة عن آخرها، ثم تجشأ في وجهها جشوة منكرة، فبهتت المرأة وقالت له [٤] بكلامها العجمي: سواد بيت تمضي إليه!

فقال لها بمثل كلامها، بل سواد بيت خرجت منه!

ولا تدري المرأة ما، مراده حتى أتت بيتها، فرأت ما حطمه لها، واستأنفت للقوم غذاء آخر.

ومنها أنه أكل يوما في وليمتين، وأوفى كل واحدة قسطها، وأتى داره فوجدهم يأكلون كامخا، فاستزاد منه، ثم أتاه مناصفه [٥] من قريته وسط نهاره بعقيد جبن طري، وفول أخضر، وخرشف فأمعن في ذلك، وأفرط عليه الشبع وربا في


[١] والنهم: أط، والتهمم به، م.
[٢] قد، ط م، وقد، أ.
[٣] تسقى، ط م. تستقي. أ.
[٤] له، ط م - أ.
[٥] مناصفة، ط م. مناصفين: أ.