للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسمع أيضا بالحجاز وغيرها من أبي مصعب الزهرى، ونصر بن مرزوق، وابن كاسب، وأحمد بن عمران الأخفش، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن عبيد، وسليمان بن داود، ويحيى بن سليمان، وزهير بن عباد وغيرهم.

سمع منه الناس، وتفقه عليه خلق، منهم أخوه محمد، وأبو بكر بن اللباد، وأبو العرب، وعمر بن يوسف، وأبو العباس الأبياني، وأحمد بن خالد الأندلسي، وغيرهم.

وإليه كانت الرحلة في وقته.

[ذكر علمه وفضله والثناء عليه]

قال القاضي أبو الوليد: كان فقيها، حافظا للرأى، ثقة، ضابطا لكتبه.

قال ابن حارث: كان يحيى متقدما في الحفظ، وسكن القيروان، فشرفت بها منزلته عند العامة والخاصة، ورحل الناس إليه، لا يروون المدونة والموطأ إلا عنه.

وكان يحيى يجلس في جامع القيروان، ويجلس القارئ على كرسي ليسمع من بعد من الناس، لكثرة من يحضره.

وكان من الوقار والسكينة على ما يجب لمثله، تأدب في ذلك بآداب مالك.

وكان لا يفتح على نفسه باب المناظرة، وإذا ألحف عليه سائل، أو أتاه بالمسائل العويصة، ربما طرده.

قال أبو العرب: كان اماما في الفقه، ثبتا، ثقة، فقيه البدن، كثير الكتب في الفقه والآثار، ضابطا لما روى، عالما بكتبه متفننا، شديد التصحيح لها، من أئمة أهل العلم، وعداده في كبراء أصحاب سحنون، وبه تفقه.

قال ابن أبي دليم: كانت له منزلة شريفة عند الخاصة والعامة والسلطان، وكان حافظا، وله أوضاع كثيرة، منها كتب الرد على الشافعي،