للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال أسلم: وفقيه أيضا! هاتوا الخادم.

فجاءت من عند الأمين، فلما مثلت بين يديه نظرا فيها مليا ثم قال: أعرف هذه الخادم ملكا لهذا الرجل، لا أعرف ملكه زال عنها بوجه من الوجوه، الى حين شهادتى هذه، سلام على القاضي.

ثم خرج.

وتوفى أسلم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وهو معزول عن القضاة كما ذكرنا، وسنه سبع وثمانون سنة.

ومولده سنة احدى وثلاثين ومائتين.

* * *

أحمد بن بقى بن مخلد (٦٥١)

أبو عبد الله، وولاؤهم لامرأة من أهل جيان.

سمع من أبيه خاصة، وهو صغير، وتركه أبوه ابن أربع عشرة سنة.

وكان زاهدا، فاضلا، متفننا، وشوور في الأحكام مع عبيد الله ابن يحيى، آخر أيام عبيد الله، ثم بعده، وولى تفريق الصدقات والصلاة، ثم قضاء الجماعة، مقرونا مع الصلاة والخطبة، وذلك سنة أربع عشرة وثلاثمائة.

* * *

[ذكر فضائله وأخباره]

قال أبو عبد الملك بن عبد البر: كان أحمد بن بقى حليما عاقلا، وقورا مسمتا (٦٥٢) لينا، هينا، يصلب في بعض أحيانه، غير أن اللين أغلب عليه، لم يكن بالأندلس قاض يقارنه فى الوقار والسكينة، يقدر من كظم غيظه وضبط نفسه على ما يقدر عليه غيره، ويدرك بعقله ما


(٦٥١) ابن الفرضي ١: ٤٤.
(٦٥٢) أ ط: سمتا - م: مهيبا.