من قبط تونس، سمع من فرات، ويحيى بن عمر، وغيرهما، وسمع منه عالم كثير.
قال ابن حارث: وكان من أهل العلم بالجدل، على معاني المتكلمين، وفى النظر على مذاهب الفقهاء، ويتكلم في ذلك كلامًا جيدًا، وكان لطيف الفهم، دقيق الاستخراج، قد صحب أبا عثمان بن الحداد، واحتوى على معانيه وكان حسن التصرف، جميل الأدب، كريم المروؤة، محمود الأخلاق، كثير الحكاية.
قال الخراط: كان صالحًا ثقة، فقيهًا، عالمًا، يحسن النحو والعربية، سأله بعضهم يومًا عن بين المفلس الحى والمفلس الميت، إذا وجد البائع عين متاعه.
فقال: لأن الميت انتقل ملك ماله إلى غيره، والحي ملكه باق على حاله.
وامتحن هو وأخوه محمد أيام الشيعي، فأمر عبيد الله بضرب أخيه مائتين، فمات، ودارت على ناس كثير من المدنيين وغيرهم محن كثيرة، كمحنة عمروس في خلع لسانه وابن معتب في ضرب ظهره، وابن المدنى في ضرب ظهره وصفعه، وابن اللباد بسجنه، وابن البردون وابن هذيل بقتلهما وصلبهما وأشياء كثيرة من جهة ترك "حي على خير العمل" في الأذان، وترك قراءة "بسم الله الرحمن الرحيم" في الصلاة، والفتيا بمذهب مالك ﵁.