للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المؤلف رحمه الله تعالى: أراه، والله أعلم، من كان على سنتهم وهديهم، وهم جماعة المسلمين.

قال ابن وضاح: وكان إنسان يشرب قريبا من سحنون ويغني، فلم يغير عليه، فلما قدمت الأندلس ابتليت بمثله، فأردت رفع أمره، ثم تذكرت أمر سحنون فاقتديت به وصبرت، ثم لقيت سحنون بعد ذلك، فلم أسمع جاره ذلك بعد، فسألته عنه فقال لي: ماذا حملت منه! ولقد كفانيه الصبر (٩٣)، وها هو مؤذن في المسجد، وكنت أقدر أن أغير عليه وأكلم السلطان فيه، فخشيت أن يحملنى في دينى ما هو أضر منه، فرأيت أن أصبر، حتى لا يكون للسطان على منة.

قال إبراهيم بن محمد بن باز: كنت أقرأ كتاب الهبات، من النذور، على سحنون، فمرت مسألة في الكتاب، كان في جانب كتابي فيها كلام لأصبغ، فقرأته على سحنون.

فقال: ايه؟

فظننت أنه استعادني فقلت: قال أصبغ (٩٤).

فقال: ايه؟

فأعدت، فنظر إلى، وقال: من جراك على؟

قلت: أصلحك الله، كذا هو في حاشية كتابى، وحدثني بها سعيد بن حسان عن أصبغ.

فقال لي: تكذب! سعيد بن حسان أعلم بالله، يا أهل الأندلس! ما تبالون عمن تأخذون دينكم! قم، والله لا قرأت لكم حرفا.


(٩٣) ط: ولقد كفانيه الصبر - ك، م، ا: ولقد كفانيه الفقر.
(٩٤) سقط هنا من نسختي: أ، ط نحو ٣٥٠٠ كلمة، وذلك من قوله هنا (فقلت قال أصبغ) إلى قوله في آخر ترجمة أبي جعفر موسى بن معاوية الصمادحي: "وجعل يحتج له، قال" - وذلك يتضمن بقية ترجمة سحنون، وترجمة عون بن يوسف الخزاعي، وقسما مهما من ترجمة أبي جعفر الصمادحي - وقد ترك ناسخ نسخة (أ) بياضا نحو من ستة أسطر، وكتب في الهامش ما يلي: "بقي هنا شيء والله أعلم" - ونحن نقتصر هنا في مقابلة هذا القسم الساقط من نسختي أ، ط، على نسختي: ك، م لأنه ثابت فيهما.