للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو زيد بن أبى الغمر: لم يقدم علينا أحد أفقه من سحنون، إلا أنه قدم علينا من هو من هو أطول لسانا منه، يعني ابن حبيب.

وقال يونس بن عبد الأعلى: هو سيد أهل المغرب.

فقال له حمديس: أولم يكن سيد أهل المشرق والمغرب؟

قال: قد كان رجلا نبيلا فاضلا خيرا، من شأنه ومن شأنه. فأثنى عليه ورفع به، أخذ من ابن وهب مغازيه إجازة، يعني سحنون.

***

قال سليم بن عمران (٧٩): كنت إذا سألت أسدا عن مسألة، أجابني من بحر عميق، ومعنى جوابه: لا تزد. وإذا سألت سحنون، أجابنى من بحر عميق، ومعنى جوابه: زد في سؤالك. وكان العلم في صدر سحنون كسورة من القرآن لمن حفظه، وكان سحنون رجلا صالحا.

وقال سحنون: إني حفظت هذه الكتب، حتى صارت في صدري كأم القرآن.

وكان أبو عياش بن عيشون يقول إذا ذكره: قال الإمام أبو سعيد.

وكان ابن طالب وغيره، لا يسميه، ويكنيه إجلالا له.

وكان ابن عبد الحكم يقول لبعض من يحضر مجلسه: ما يقول أبو سعيد في هذه المسألة:

قال أبو بكر بن حماد (٨٠): سمعت سحنون يقول: عندي في البيت سماع سنتين لسفيان بن عيينة.

وقال غيره: كنا عند ابن القاسم، فقال: إن يكن يسعد أحد بهذه الكتب، فسحنون. ثم التفت إلى ابن عبد الحكم، فقال: وإن قبل أبى محمد العلم. والتفت إلى أصبغ، فقال: وإن قبله الرواية.


(٧٩) ك: سليمان بن عمران - ا، ط: سليم بن عمران.
(٨٠) ك: قال بكر بن حماد - أ، ط: قال أبو بكر بن حماد.