سجل، فوجدتها مختصرة جدًّا، محتوية على فص المعنى من غير إكثار، إنما هي أسطار قليلة خلاف ما يجتلب الآن في زماننا من الكلام.
ذكر بعضهم أن ابن سماعة، صاحب الخيل، شكا إلى الأميران ابن بشير يحيف عليه؛
فقال أنا امتحن قولك الساعة بواحدة، اخرج من فورك فاقصده واستأذن عليه، فإن أذن لك صدقت قولك وعزلته، وإن لم يأذن لك دون خصمك ازددت بصيرة فيه؛
فخرج نحوه، فلما استأذن عليه خرج الآذن له، وقال: إن كانت لك حاجة فاقصد لذكرها مجلس القضاء إذا جلس القاضي، أما القاضي فلا سبيل إلى لقائه:
وأعلم الأمير بذلك فوافقه.
قال قاسم بن هلال: شهد عند ابن بشير رجل من أهل البادية من معارفه، فاحتاج إلى تعديله، فدخلت أنا، وابن مرتنيل، وثالث معنا. فقال: ما جاء بكم؟
قلت: لأعدل هذا الرجل؛
فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم - وبها كان يفتتح حكومته -؛
قال قاسم: فلما سمعته قهقرت، فحول وجهه نحونا، وقال لنا: الله الذي لا إلاه إلا هو، انه عندكم رضى؟
فقلنا له: يمين أصلحك الله؟
قال: والله لا أكتب له اسما إلا أن تحلفوا بها أنه كذلك؛
فتورعنا وانصرفنا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute