للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشهادات، لا يسمع ذلك في غير ذلك الوقت، ولا يخلو به أحد في مجلس نظره ولا داره، ولا يقرأ كتابا لأحد في سبب خصومة، ولا يدخل إليه؛

قال ابن وضاح: لما ولى محمد بن بشير القضاء، طبع عشر طوابع يرفع بها الناس إليه، لم تزل في خريطته بعينها إلى أن مات، فإذا سأله أحد طابعا لرفع خصم سأله عما يريده له، فإن كان قريبا بقرطبة أعطاه إياه، وأمر كاتبه برسم اسمه ومسكنه واسم من أخذ الطابع فيه، ويعهد إليه بصرف الطابع إليه إذا حضر خصمه، ويعظه ويوعده، فإن كان بعيدًا أجل له بقدر بعده؛

قال يحيى بن يحيى لمحمد بن بشير: إن الحالات بالناس تتغير ولا تثبت، فإذا عدل عندك الرجل فحكمت بشهادته عن صحة نظر، ثم تطاول العهد وعاد للشهادة عندك، فأعد فيه نظرك وكلفه التعديل إن رابك، واستأنف الكشف عنه، فعمل بذلك، وأخذ الشهود، وحذرهم منه.

وكان ابن بشير يشاور في قضائه عبد الملك بن الحسن زونان (٣٩٩)، والغازى بن قيس، والحرث بن أبي سعد، وإسماعيل بن البشر التجيبي (٤٠٠)، ومحمد بن سعيد السبائي.

قال ابن حارث: وكانوا إذا اختلفوا عليه كتب إلى مصر، إلى عبد الرحمان بن القاسم وعبد الله بن وهب.

قال القاضي أسلم بن عبد العزيز، عن بقي بن مخلد، قال: كانت لمحمد بن بشير في قضائه مسالك رقاق، ومذاهب لطاف، لم تكن لقاض قبله بالأندلس، وما يقارن إلا بمن تقدم من صدر هذه الأمة، ورأيت له غير


(٣٩٩) أ، ط: زونان - ك، م: زومان.
(٤٠٠) ك، م: التجيني - أ: التجبي - ط: النخعي.