وفى رواية أخرى أن الوديعة كانت عشرة آلاف، وان الفارس قال له: ان ربي أرسلنى اليك أحرس لك هذه الأمانة، فنم أمنا، فكنت اذا استيقظت نظرت اليه يجول حوالينا، كان دأبه ذلك ثلاث ليال، حتى مضى الى أسكندرية.
***
وقال يحيى بن يحيى: خرج ابن القاسم الى بعض صحارى مصر، فعطش، وقد كان بعض ملوكها خرج متنزها، فبينما هو يسير اذ وقفت داوبه فلم تنطلق، فضربت فلم تنهض، فقال لمن معه: ما هذا الأمر؟ فانظروا؛
فنظروا فقالوا: هذا شخص.
فقال: سلوه؛
فسألوه، قال: عطشت؛
فسقوه. فانطلقت الدواب.
***
قال عيسى بن دينار: كنت بالاسكندرية مع ابن القاسم في الرباط، ومعه رجل كان يألفه، فبينا نحن في السفينة ليلة وعشرين من رمضان، سبع اذ قال رجل من أهل السفينة: أخبرك بشيء عظيم رأيته في نومي ساعتي هذه، فأخبره، فقال لصاحبه: ان كان ما قال حقا، فهى ليلة القدر، وذكر أن علامة ذلك عذوب ماء البحر، ومالا الى صدر السفينة، فرأيتهما يشربان، ثم استقبلا القبلة، فقمت فأتيت الموضع الذي أتياه، فشربت فوجدته عذبا.
***
قال الحارث: كان ابن القاسم لا يقبل جوائز السلطان، وكان عليه دين، الا أنه كان له من العروض ما يفى به.