مغفرتك في هذا اليوم العظيم، فان كنت فعلت فبخ بخ، وان كنت لم تفعل فاويلي و يا حسرتي؛
قال: فجعلت على ثوبه علامة، ثم سرت الى أهلى، فتغذيت معهم، ووطئت، ونمت، ثم جئت الى المسجد، فوجدته على هيئته، كما تركته.
***
قال يحيى، وخرج ابن القاسم للحج، فلما كان بالأبواء اذ أنته جارية كأحسن الجواري، فناولها شيئا فقالت له: ما أريد هذا، انما أريد منك ما يكون من الرجل الى المرأة، فأدخل رأسه بين ركبتيه وجعل يبكي، وأتاه أصحابه وهو كذلك، فسألوه فأخبرهم فجعلوا يبكون، فقال لهم: لم تبكون؟
قالوا: لأنا لو ابتلينا بما ابتليت به لم نأمن الفتنة؛
فرأى ابن القاسم في منامه يوسف ﵇، فقال له: لقد كان في شأنك مع امرأة العزيز عجب؛
فقال له يوسف: شأنك مع * صاحبة الأبواء أعجب، اني هممت وأنت لم تهم!.
ومن كتاب الفقيه أبى مروان بن مالك القرطبي، قال ابن القاسم: خرجت الى الاسكندرية ومعى وديعة، فأرسينا في موضع مخوف، فأثرت السمر لحفظ الوديعة، فاذا في نصف الليل برجل أبيض على برذون أشهب، فشق البحر الى حتى وقف على السفينة، فقال لى: نم يا ابن القاسم، فنحن نحرسك.