للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ببينة شهدت بما ادعى، ثم سألته تزكيتها، فأتاني بمن زكاهم، وسألت عنهم في السبر فذكر عنهم -يعنى- خيرًا، وقد أشرفت أن آخذ له من صاحبه حقه الذي تبين لى أنه حق له، فان كنت على صواب، فثبتني، وان * كنت على غير صواب فاصرفني، اللهم لا تسلمني، اللهم سلمني،

فلا يزال يعرض الخصوم على ربه حتى يفرغ منهم.

***

وابن غانم هو الذى أوقف الأحمية التي كانت بمراسي أفريقية المرافق المرابطين.

***

وكان ابن غانم اذا جلس رمى اليه الخصوم الشقاف فيها قصصهم مكتوبة، فوجد يوما شقفة فيها قصة لنخاسى البغال، فدعاهم، فأخبروه أن أبا هارون مولى ابراهيم ابن الأغلب الأكبر، صاحب أمره، ابتاع منهم بغالا بخمسمائة دينار، ولم يدفع لهم شيئا، فضم ديوانه، ونهض الى ابراهيم، وكان قد أباح له الدخول عليه دون اذن، فكان القاضى اذا أتى تنحنح. فاذا قيل له: ادخل، دخل، ففعل كعادته.

فسأله ابراهيم ما قصته؟

فذكر له شأن المتظلمين؛

فأحضر أبا هارون، فاعترف وقال: حتى يجيء الخراج، وقد بعثت في طلبه.

فقال ابن غانم: لا أبرح حتى تدفع اليهم أموالهم، فما برح حتى دفعت اليهم.

***